ولد الزبير بوشعيب البيضاوي في درب الداليا بالمدينة القديمة عام 1929، تنحدر هذه الشخصية المبدعة للدار البيضاء في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي من عائلة متواضعة من ضواحي المدينة. كان بوشعيب البيضاوي أحد الأطفال المسجلين في أحد أوائل المدارس الحديثة في "بوسبير القديم" في عام 1948 ، حصل على شهادة محاسبة مكنته من الاشتغال مع محام فرنسي قريب من الحركة القومية. على الرغم من أنه كان يستمع إلى أغاني ذلك الوقت، إلا أن لقائه الحقيقي بـ "العيطة" يعود إلى الفترة التي كان فيها يعتني بالقفاطين والجلابيب ،حيث كان يعمل في مغسلة ملابس ب"بنجدية". هناك التقي بالشيخ الذي كان يدعوه إلى الحفلات الكبيرة التي تنظمها العائلة ، والتي يُدعى إليها شيوخ وشيخات العصر. كان بوشعيب البيضاوي مولعا بإيقاعات وأغاني هذا "البلوز" المنبعث من سهول المحيط الأطلسي ، ولم يكن يُفوت أمسيات الشيخة العرجونية المعرفة بجمالها القاتل و بإتقانها للمرساوي والحاصباوي لأي سبب كان. نفس الشيئ بالنسبة لزميلتها الشيخة الحاجة الرويدا ، التي تعود أحد تسجيلاتها الأولى إلى عام 1934 مع "بايضافون". إلتحق بوشعيب البيضاوي المتقن للآلة الإيقاع "الطعريجة" بهذة الأخيرة إلى جانب الشيخة خدوج بنت لوقيد ، والشيخة زهرة تشيكيطو ، والشيخة بنت لكحيلة. بدأت المجموعة عملاً رائعًا تجلى في إعادة تقييم ريبرطوار العيطة المرساوية من خلال إحياء الأغاني القديمة ونفض الغبار عنها وتحديثها
أصبح بوشعيب البيضاوي إسمًا أساسيًا في الساحة الفنية، وأسس فرقته الخاصة مع محمد قيبو، عازف الكمان الملقب بالمارشال ... وبوشعيب ولد زليغا ، عازف العود وميلودة بنت الدرنونية. قامت هذه المجموعة بعمل رائع بإعادة الروح إلى الثرات المرساوي من خلال إحياء ونفض الغبار عن العيوط القديمة وتحديثها. كما زاد من إشعاعه تعاونه مع الكاتب المسرحي البشير لعلج ، ولعب أدواراً نسائية إلى جانب القدميري والصويري والحريزي وبوجمعه من خلال البرنامج الإذاعي الأسبوعي "اضحك معاي".
لم تتأخرالتسجيلات لتصبح أسطوانات 45 لفة تباع مثل الكعك الساخن وأرتفع الطلب على عيوط "ركوب الخيل" و "ما شفتو لغزال" و "خربوشة منانة" و "الحداويات" و "رجانا فلعالي" ... نصوص متعددة المعاني يقدم فيها أبيات تلمح للاحتلال ، قبل تأليفه الشهير "خوتنا يا ليسلام" ، وهي أغنية وطنية تكرم المقاومة و"وليدات الشاوية".
توفي هذا الهرم الذي أضاء "ليالي كوك دور" ، ومنصات "سينما المدينة" ، و"فيردان" ، و"الكواكب و "ساحة الأرينا" و"المسرح البلدي" (وهي سابقة لفرقة شعبية)، يوم 25 ماي 1965 بمستشفى ابن سينا بالرباط في عوز ونسيان وغفلة ونكران عام! كان عمربوشعيب البيضاوي بالكاد 36 سنة.