""يطلقون علي الشرقي، الموسيقى العربية والإسبانية ، الحاجة الحمداوية رضاتني مهبول" (جعلتني مجنونا) هكذا إختارسالم هلالي (فنان جزائري ومغنى الموسيقى الكلاسيكية الأندلسية والموسيقى الجزائرية) أن يقدم من أطلق عليها بمودة في أغنية قدمها لجمهوره"بنتى" (ابنتي) إكتشافي الجديد وعزيزتي. كان ذلك في الخمسينات ، في "كوك دور" (CoQ d'Or) ، ملهى مرموق أنشأه المغني الساحر في عام 1949 في المدينة القديمة من الدار البيضاء. تكاد عين الحاجة الحمداوية تدمع عند ذكره.
"سليم هو أكثر من صديق ، إنه أخ ، تشاركنا الخبز والملح وعلمني كل شيء: كيف أرتدي مع القفطان ، كيف أقف على المسرح ، كيف أغني ، باختصار كيف أكون محترمة وجديرة بالإحترام ، أخيراً كيف أفتخر بعملي ... "
ولدت الحاجة الحمداوية عام 1930 في درب كارلوتي ، وهي منطقة شعبية في الدار البيضاء. ترعرعت في عائلة كان فيها الأب يعشق الموسيقى حتى النخاع.
إنضمت منذ صغرها إلى الفرقة المسرحية بشير لعلج رفقة بوشعيب البدوي وأحمد الصويري والقدميري لحبيب ولمفضل لحريزي قبل الانضمام إلى فرقة "الكواكب" التي يرأسها المايسترو لمعطي البدوي الذي كان أول من اكتشف الإمكانيات الغنية لصوتها . في هذا السياق، دعاها سليم هلالي إلى "كوك دور" الشهير لأداء أغاني العيطة المرصاوية الأسطورية ، العزيزة على البدوي.
في عام 1953 ، ألّفت الحاجة الحمداوية "ويلي يا شيباني" ، وهي عيطة تسخر من بن عرفة ، البديل غير الشرعي للسلطان محمد الخامس. وأصبحت القطعة بعد ذلك على لسان جميع المغاربة. غير أن تلك الأغنية كانت سبب متاعبها مع سلطات الحماية الفرنسية، حيث قضت بسببها فترة قصيرة في السجن. في شهادة لديوان السلطان شاركت في توقيعها المفوضية العليا للمقاومة بتاريخ 25 نونبر 1977، يستحضر أحمد بنسودة ، مستشار الملك الحسن الثاني هذه الحلقة من حياتها بكثير من المدح. "تعتبر الفنانة المحبوبة وذات الشعبية الكبيرة الحاجة الحمداوية البيضاوية سيدة مجتهدة وفنانة متحمسة حشدت كل طاقاتها الفنية ، خاصة بعد ترحيل المرحوم محمد الخامس، وحرضت على التنديد بسلطات الحماية الفرنسية وساهمت بغنائها المثير للإعجاب في إستنهاض المشاعر الوطنية."
أختارت الحاجة الحمداوية المنفى في باريس حيث حصلت على عقد عمل في كاباريه المغرب ، شي ماكسيم ، سان بول، وذلك بفضل أحد القوميين. في مدينة الأنوار ، اجتمعت الحاجة مع أحمد جبران ومحمد فويتح الذي أخذت عنه أغنية "أو مالولو" وصادقت مغنين وموسيقيين كبارا من شمال أفريقيا من أمثال راؤول جورنو ، علي رياحي ، موريس ميمون ، سامي المغربي ، ألبير سويسة ، جيراري ، هادي جويني ، مؤلف خالدة "يا رايح" ، وغيرهم من الفنانين الكبار. بصحبتهم ، أدت الحاجة الحمداوية في عدة مناسبات في كل من "كباريهات عربية" ببارس، الجزائر (الذي أسسه محمد إيغربوشن)، شارع لا هوشيتي ، الكتبية ، شارع المدارس, La Kasbah, rue Saint-Andre-des-Arts, Layali Loubnanالمدارس ، القصبة ، شارع سان أندريه دي آر ، ليالي لبنان. . وطام طامطام ، (لصاحبه والد وردة الجزائرية صديقة الحاجة الحمداوية) .كان هذا التوقف بمدينة الأنوار مفيداً للحاجة وأثرى ريبرطوارها الفني. لم تعد إلى المغرب إلا بعد عودة السلطان محمد الخامس ، ومنذ ذلك الحين تربعت على عرش العيطة-بوب بالمغرب. داع صوت الحاجة الحمداوية في أجهزة الراديو و التلفزيون ، في الحفلات الخاصة والعامة و الوطنية وأصبحت رائعة "منين أنا ومنين نتا" الشهيرة، التي ادتها رفقة الأوركسترا الوطنية ، على شفاه الجميع.
بعد سنوات ، عادت الحاجة الحمداوية إلى باريس وأدت في لاميزون دو لاميتيي (La Maison de la Mutualité) و لولامبيا (L’olympia) و بيرسي (Bercy) و زينيت (Zenith) وكذلك بمعهد العالم العربي، تلتها جولات في كل مكان في فرنسا ، وحفل مع الشاب خالد الذي كانت الحاجة تناديه ب "إبني" ، وآخر مع سيدة كبيرة أخرى في شمال أفريقيا ، هي الشيخة ريميتي. أقامت الحاجة الحمداوية حفلات في أوروبا ، في الولايات المتحدة وكندا. في مدينة مونتريال ، أديت في مطعم مغربي حيث ختمت حفلها ب "شكراً لك يا باب مراكش" ، وهي كلمة شكر للجمهور الحاضر ومعضهم من يهود الدار البيضاء يقول رباح مزوان خبير في الموسيقى المغاربية إن مسار الحاجة الحمداوية وأغانيها وتلميحات المتقنة والشقية جعلت منها "الشخصية الرمزية التي عبدت الطريق للنساء من أجل إستعادة حقهن في حرية التعبير". , L’olympia, Bercy, Zenith . قدمت الحاجة الحمداوية عروضها في طنجة ، في قصر الكتبية ، في حفلات الاستقبال المرموقة وحفلات الزفاف الفخمة وخلال حفل موسيقي لا يُنسى في قصر المؤتمرات في باريس. ساهمت في الحفاظ على الموال وغنت لمختلف الألوان مثل "يالي نسيتي خالك" التونسية وأغنيتها "مايديش أماما" في فيلم "اللقاء بولاد مومن" (Retrouver Oulad Moumen) " ل "إيزا كينيني" (Iza Genini). يقول الشاعر حسن نجمي : لا يتعب المرء أبداً من الاستماع إلى ما يصفه ب"كتاب الذاكرة المفتوح".
سجلت الحاجة الحمداوية أول ألبوم لها - قبل بوشعيب البيضاوي - في بوسيفون في الدار البيضاء. تسابقت شركات التوزيع للتعاقد معها، سواء في المغرب أو الجزائر أو تونس أو فرنسا ، ومنها Pathé Marconi "ليباطي مركوني"، "تيشكافون"Tichkaphone وكازافونCasaphone.
مازالت روائع الحاجة الحمداوية تثير الإعجاب حتى اليوم تؤخذ في جميع أنحاء شمال إفريقيا وكذا العالم العربي. إلتقت ميريام فارس في غشت 2008 مع الحاجة الحمداوية بمدينة تطوان وتقدمت لها بطلب إعادة إحدى أغانيها وهو ما وافقت عليه الحاجة وتعد أغنيتها المشهورة "هاك أدادا" ، مصدر سعادة جيل "الكليب" وثروة خليجي ، إسمه نبيل شعيل. تعد الحاجة الحمداوية موسوعة في فن اعيطة ويحسب لها إفتخارها وإعتزازها بهذا الموروث دون تملق ولامحاباة، حيث سبق لها وأن عبرت عن مواصلتها المشوار حتى آخر رمق وعن حلمها تأسيس مدرسة للعيطة
Great Website. Thank you bro.
Best one
- أهلا وسهلا.